التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (209)

قوله : ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ) ( زللتم ) ، زل فعل ماض والتاء في محل رفع فاعل ، والميم للجمع . وهي من الزلل ومعناه الانحراف والتنحي عن الصراط المستقيم . و ( البينات ) هي البراهين والمعجزات والحجج التي جاء بها القرآن العظيم .

والمعنى أنكم إذا انحرفتم عن دين الله وعن شرعه وتعاليمه بعد أن سمعتم بالأدلة والبراهين الدامغة على صدق هذا الدين ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) فهو عزيز أي قوي قادر ، ولا يتمنع عليه شيء يريده . وهو حكيم في أمره وتقديره وما يفرضه أو يفضله ، فليس من شيء أو فعل أو تقدير يصدر عنه عبثا من غير قصد أو معنى ، وإنما هو في ذلك كله له الحكمة البالغة التي قد ندرك جزاء منها ثم نغفل عن أكثرها . {[288]}


[288]:- تفسير القرطبي جـ 3 ص 22-24 وتفسير الطبري جـ 2 ص 188