فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (209)

قوله : { زَلَلْتُمْ } أي : تنحيتم عن طريق الاستقامة ، وأصل الزلل في القدم ، ثم استعمل في الاعتقادات ، والآراء ، وغير ذلك ، يقال زلّ يَزِلُّ زلاً ، وزللاً ، وزلولاً : أي : دحضت قدمه . وقرئ : " زَلِلْتُمْ " بكسر اللام ، وهما لغتان ، والمعنى : فإن ضللتم ، وعرّجتم عن الحق : { من بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ البينات } أي : الحجج الواضحة ، والبراهين الصحيحة ، أن الدخول في الإسلام هو الحق { فاعلموا أَنَّ الله عَزِيزٌ } غالب لا يعجزه الانتقام منكم { حَكِيمٌ } لا ينتقم إلا بحق .

/خ210