الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (209)

وقوله تعالى : { فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ البينات }[ البقرة :209 ] الآية ، أصل الزلل في القدم ، ثم يستعمل في الاِعتقاداتِ والآراءِ ، وغَيْرِ ذلك ، والمعنى : ضللتم ، و{ البينات } محمَّد صلى الله عليه وسلم وآياته ، ومعجزاته ، إِذا كان الخطابُ أوَّلاً لجماعةِ المؤمنين ، وإِذا كان الخطابُ لأهل الكتاب ، فالبيناتُ ما ورد في شرائعهم من الإِعلام بمحمَّد صلى الله عليه وسلم ، والتعريفِ به .

و{ عَزِيزٌ } : صفة مقتضيةٌ أنَّه قادرٌ عليكم لا تعجزونَهُ ، ولا تمتنعون منه ، و{ حَكِيمٌ } ، أي : مُحْكِمٌ فيما يعاقبكم به لِزَلَلِكُمْ .