التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (78)

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } ذلك إخبار من الله بأنه أرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم رسلا آخرين إلى أممهم . ومن أولئك الرسل من قصَّ الله نبأهم على رسوله ، ومنهم من لم يقصص نبأهم عليه . وهم في الحقيقة كثيرون ولا يعرف حقيقة عددهم إلا الله سبحانه . والمراد من هذا الإخبار تأنيس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتسليته بما يثبت فؤاده ويزيد من قوة احتماله واصطباره على الأذى والمكاره .

قوله : { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ } أي ليس لرسول من المرسلين أن يأتي قومه بمعجزة من المعجزات أو خارق من الخوارق إلا أن يأذن الله له في ذلك فيتبين أنه صادق { فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ } أي إذا جاء الوقت المسمى لإهلاكهم قضى الله حينئذ بالعدل وهو أن ينجي رسله والذين آمنوا معهم { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } وهم أهل الباطل من الظالمين والجاحدين والمكذبين ، فإنهم يبوءون بالهلاك وسوء المصير{[4036]} .


[4036]:تفسير الطبري ج 24 ص 56-57 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 89