ثم قال : { فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله [ قربانا آلهة } [ 27 ] .
أي : فهلا نصر هؤلاء الكفار الذين عبدوا من دون الله ] {[63165]} و تقربوا بعبادتهم إلى الله بزعمهم {[63166]} ، بل حل بهم الهلاك ، ولا ناصر لهم من دون الله ، وهذا احتجاج من الله لنبيه عليه السلام {[63167]} على مشركي قومه ، أن الآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تنفع ولا تنقذ من عبدها من ضر ، فكذلك أنتم يا قريش في عبادتكم هذه الأصنام ، إن أتاكم بأس الله ونقمته ، لم تنقذكم آلهتكم منه كما لم تغن عمن كان قبلكم .
ثم قال : { بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون } .
أي : بل تركتهم آلهتهم فأخذت غير طريقهم إذ لم يصبها ما أصابهم من العذاب إذ هي حجارة وجماد {[63168]} هي كذبهم وافتراؤهم في قولهم أنها تقربنا إلى الله زلفى ، و " الإفك " هنا مصدر في موضع المفعول ، والمعنى وهذه الآلهة مأفوكهم : أي مكذوبهم لأن الإفك إنما هو فعل الإفك ، " وقربانا " منصوب " باتخذوا " و " آلهة " بدل منه ، ويجوز أن يكون مصدرا ، وأن يكون مفعولا من أجله ، وتنصب الآلهة باتخذوا في الوجهين {[63169]} .
وقرأ ابن عباس : ( وذلك أفكهم ) ، جعله فعلا ماضيا {[63170]} ، فتكون " ما " في قوله : { وما كانوا } في موضع رفع عطف على المضمر في إفكهم ، والمعنى : وذلك أرداهم {[63171]} وأهلكهم هو وما كانوا يفترون ؛ أي : أهلكهم ذلك هو وافتراؤهم ، وفيه قبح حتى يؤكده {[63172]} المضمر المرفوع {[63173]} .
ويجوز أن تكون " ما " في موضع رفع عطفا على ذلك {[63174]} ، والتقدير : وذلك افتراؤهم أهلكهم {[63175]} وأظلهم ، " وما " في موضع رفع على قراءة الجماعة عطفا {[63176]} على " إفكهم " وهي وما بعدها مصدر فلا تحتاج إلى عائد فإن قيل {[63177]} جعلتها بمعنى : " الذي " قدرتها {[63178]} محذوفة ، والتقدير وما كانوا يفترونه {[63179]} .
وحكى الزجاج : وذلك أفكهم بالمد : بمعنى أكذبهم {[63180]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.