الآية 28 وقوله تعالى : { فلولا نصرهم الذين اتّخذوا من دون الله قربانا آلهة } هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : يرجع إلى الله تعالى . والآخر : يرجع إلى الأصنام التي عبدوها ، واتخذوها آلهة .
فأما الذي يرجع إلى الله تعالى فيقول{[19359]} : لولا نصرهم الله ، أي هلاّ ينصرهم{[19360]} الله تعالى عند نزول العذاب بهم ، ولا يُهلكَهم لو كانت{[19361]} عبادتهم الأصنام مما تقرّبهم إلى الله زُلفى ، ويكونون شفعاء عنده ؛ يقول ؛ يقول ، والله أعلم : لو كان قولهم{[19362]} حقا : أن ذلك مما يقرّبهم{[19363]} إلى الله هلا نصرهم{[19364]} الله عند نزول العذاب بهم{[19365]} ؟ فإذ لم ينصر الله تعالى أولئك ، بل أهلكهم ، فأعلموا أنه ليس الأمر كما توهّمتم ، وظننتم ، والله أعلم .
[ وأما ]{[19366]} الثاني : فيقول{[19367]} والله أعلم لو كان للأصنام التي تعبدونها شفاعة عند الله تعالى على ما زعمتم هلاّ نصروا أولئك ، ودفعوا{[19368]} الهلاك عنهم بشفاعتهم ؟ فإن لم يفعلوا ذلك ، ولم ينصروهم ، ولم يدفعوا عنهم ، فعلى ذلك فلا يملكون دفع ذلك عنكم إذا نزل بكم ما نزل بأولئك ، والله أعلم .
وتفسير { فلولا } ههنا : فهلاّ . و : هلا يُستعمل في الماضي ، فيكون معناه لم يفعل ، أي لم ينصرهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { بل ضلّوا عنهم } أي ضل هؤلاء عنها ، أو ضل الأصنام عنهم ، فلم يكن لهم منهم ما طمعوا ، ورجوا بسبب عبادتهم إياها ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وذلك إفكُهم وما كانوا يفترون } يحتمل أن يكون إفكهم وافتراؤهم ، هو قولهم : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] ونحوه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.