الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (28)

{ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ } يعني الأوثان ، قال الكسائي : القربان كلّ ما يُتقرّب به إلى الله تعالى من طاعة ، ونسكة ، والجمع قرابين ، كالرهبان والرهابين .

{ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } أي كذبهم الذي كانوا يقولون : إنّها تقرّبهم إلى الله تعالى ، وتشفع لهم عنده . وقرأ ابن عبّاس وابن الزبير { وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } بفتح ( الألف ) و( الفاء ) على الفعل ، أي ذلك القول صرفهم عن التوحيد . وقرأ عكرمة { إِفْكُهُمْ } بتشديد ( الفاء ) على التأكيد والتفسير . قال أبو حاتم : يعني قلبهم عمّا كانوا عليه من النعيم . ودليل قراءة العامّة قوله : { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } .