جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (28)

{ فلولا } : فهلا ، { نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة } أي : الذين اتخذوهم متجاوزين الله تعالى آلهة متقربا بهم ، كما قالوا :{ هؤلاء شفعاؤنا }( يونس :18 ) فقربانا حال من المفعول الثاني ، أي : آلهة ، أو مفعول له ، { بل ضلوا عنهم } ، لم ينفعهم عند نزول العذاب ، { وذلك } ، أي : ضلالهم عنهم ، { إفكهم } أي : أثر صرفهم عن الحق ، { وما كانوا يفترون{[4600]} } ، وإفترائهم ، وهذا كمن أدب أحدا فلم يتأدب ، وظهر منه سوء أدب ، فيقال له تقريعا : هذا تأديبك ،


[4600]:ولما ذكر صريحا وكناية عناد قريش، ووبخهم بعذاب دنيوي وأخروي، أعقب ذلك تقريعا بمن هو أنقى قلبا وأبعد سجيا وطبعا، فقال:{وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن} الآية/12 وجيز.