بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (28)

قوله تعالى : { فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ } يعني : فهلا نصرهم . يعني : كيف لم يمنعهم من العذاب { الذين اتخذوا مِن دُونِ الله قُرْبَاناً } يعني : عبدوا من دون الله ، ما يتقربون بها إلى الله { آلِهَةً } يعني : أصناماً ، كما قال في آية أخرى { أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله زلفى إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ في مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب كَفَّارٌ } [ الزمر : 3 ] { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } يعني : الآلهة لم تنفعهم شيئاً . ويقال : اشتغلوا بأنفسهم . ويقال : بطلت عنهم .

{ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } يعني : كذبهم { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعني : يختلفون . وذكر أبو عبيدة بإسناده ، عن عبد الله بن عباس ، أنه قرأ أَفَكَهُمْ بنصب الألف والفاء والكاف . يعني : ذلك الفعل أضلهم ، وأهلكهم وصرفهم عن الحق ، وقراءة العامة بضده . وَذَلِكَ إفْكهم يعني : ذلك الفعل ، وهو عبادتهم . وقولهم : وكذبهم ويقال : وَذَلِكَ إفْكُهُمْ اليوم ، كما كان إفك من كان قبلهم .