التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

قوله : { ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا } الإشارة عائدة إلى ما ذكر من العذاب في الدنيا والآخرة . فذلك من أجل أنه كانت تأتيهم رسلهم بالدلائل الظاهرة والمعجزات الباهرة { فقالوا أبشر يهدوننا } قالوا لرسلهم مكذبين معرضين : أبشر مثلنا ، أو من جنسنا يهدوننا . قالوا ذلك مستنكرين أن يبعث الله إليهم رسلا من جنسهم من البشر { فكفروا وتولّوا } أي جحدوا رسالة ربهم وتولوا معرضين مدبرين عن دين الله { واستغنى الله } والله غني عن هؤلاء وعن إيمانهم . فإنه ليس لله حاجة بهم { والله غني حميد } الله مستغن عن العالمين وعن عبادتهم وطاعتهم وهو سبحانه محمود من خلقه بعظيم أياديه وآلائه وكريم صنعه وفعاله{[4551]} .


[4551]:تفسير الطبري جـ 28 ص 78 وفتح القدير جـ 5 ص 235.