الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

{ ذلك } إشارة إلى ما ذكر من الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعدّ لهم من العذاب في الآخرة { بِأَنَّهُ } بأنّ الشأن والحديث { كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم . . . . أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } أنكروا أن تكون الرسل بشراً ، ولم ينكروا أن يكون الله حجراً { واستغنى الله } أطلق ليتناول كل شيء ، ومن جملته إيمانهم وطاعتهم .

فإن قلت : قوله : { وَتَوَلَّواْ واستغنى الله } يوهم وجود التولي والاستغناء معاً ، والله تعالى لم يزل غنياً . قلت : معناه : وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك .