الهاء للشأن والحديث ، و { كَانَت تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُم } : خبرها ، ومعنى الإشارة أي : هذا العذاب لهم بكفرهم بالرسل تأتيهم بالبينات ، أي : بالدلائل الواضحة{[56866]} .
قوله : { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } .
يجوز أن يرتفع «بشر » على الفاعلية ، ويكون من الاشتغال ، وهو الأرجح ، لأن الأداة تطلب الفعل ، وأن يكون مبتدأ وخبراً .
وجمع الضمير في «يَهْدُونَنَا » إذ البشر اسم جنس{[56867]} .
أنكروا أن يكون الرسول من البشر .
وقد يأتي الواحد بمعنى الجمع ، فيكون اسماً للجنس ، وقد يأتي الجمع بمعنى الواحد كقوله تعالى : { مَا هذا بَشَراً }[ يوسف : 31 ] .
قوله : «فَكَفَرُوا » أي : بهذا القول إذ قالوه استصغاراً ، ولم يعلموا أن الله يبعث من يشاء إلى عباده{[56868]} .
فإن قيل : قوله «فَكَفَرُوا » يفهم منه التولي ، فما الحاجة إلى ذكره ؟ فالجواب : قال ابن الخطيب{[56869]} : إنهم كفروا وقالوا : { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } وهذا في معنى الإنكار والإعراض بالكلية ، وهذا هو التولي ، فكأنهم كفروا وقالوا قولاً يدلّ على التولي ، فلهذا قال : { فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ } .
وقيل{[56870]} : كفروا بالرسل وتولوا عن البرهان وأعرضوا عن الإيمان والموعظة .
قوله : { واستغنى الله } استغنى بمعنى المجرد .
وقال الزمخشري{[56871]} : «ظَهَر غناه » ، فالسين ليست للطلب .
قال مقاتل : استغنى الله ، أي : بسلطانه عن طاعة عباده{[56872]} .
وقيل{[56873]} : استغنى الله ، أي : بما أظهره لهم من البرهان ، وأوضحه لهم من البيان عن زيادة تدعو إلى الرشد ، وتعود إلى الهداية { والله غَنِيٌّ حَمِيدٌ } غنيٌّ عن خلقه حميد في أفعاله .
فإن قيل : قوله : { وَتَوَلَّواْ واستغنى الله } يوهم وجود التولّى والاستغناء معاً ، والله تعالى لم يزل غنيًّا ؟ .
فأجاب الزمخشري{[56874]} : بأن معناه أنه ظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.