غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

1

{ ذلك } الوبال الدنيوي والعذاب الأخروي { بأنه } أي بأن الشان { كانت } أي كانت القضية وقد مر نظيره في " حم المؤمن " . { أبشر } فاعل فعل محذوف تفسيره { يهدوننا } وجمع الضمير لأن البشر اسم جمع { إنّما أنا بشر }

[ الكهف :110 ] { إن نحن إلا بشر } [ إبراهيم :11 ] قال أهل المعاني : لم يذكر المستغنى عنه في قوله { واستغنى الله } ليتناول كل شيء ومن جملته إيمانهم وطاعتهم . قال في الكشاف : معناه وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان مع قدرته على ذلك ، وإنما ذهب إلى هذا التأويل لئلا يوهم أن يوجد التولي والاستغناء معاً ويلزم منه أن لا يكون الله في الأزل غنياً . قلت : لو جعل الواو للحال أي وقد كان الله مستغنياً قديماً أو والحال وجود استغناء الله في وجودكم لم يحتج إلى التأويل .

/خ17