غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورٗا وَتَنۡحِتُونَ ٱلۡجِبَالَ بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (74)

73

{ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } تفسيره كما في قصة هود { وبوأكم في الأرض } أنزلكم فيها والمباءة المنزل والأرض أرض الحجر { تتخذون من سهولها } أي تبنون من سهول الأرض قصوراً بما تعملون من الأراضي السهلة لبناً وآجراً ورهصاً . واتصاب { بيوتاً } على الحال المقدرة كما تقول خط هذا الثوب قميصاً لأن الجبل لا يكون بيتاً في حال النحت ولا الثوب قميصاً في حال الخياطة . ويجوز أن تكون من مقدرة اكتفاء بقوله : { من سهولها } كما جاءت في موضع آخر { تنحتون من الجبال بيوتاً فارهين } [ الشعراء : 149 ] فيكون منصوباً على أنه مفعول به . وقيل : المراد أنهم كانوا يسكنون السهول في الصيف والجبال في الشتاء { فاذكروا آلاء الله } يعني إني قد ذكرت لكم بعض نعم ربكم فاذكروا أنتم تمامها { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } قيل : نهى عن عقر الناقة والأولى حمله على العموم . وإعرابه قد مر في أوائل سورة البقرة .

/خ84