هذه السورة مكية وآياتها أربعون ، وهي مبدوءة بالإنكار من الله على المشركين تكذيبهم بيوم القيامة . فضلا عن الوعيد الشديد من الله لهؤلاء المكذبين المعاندين وهو قوله : { كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون } .
ويبين الله في السورة جملة من الحجج والبراهين المنتزعة من الطبيعة المشهودة ليدل بذلك على قدرته المطلقة على بعث الناس ليوم الحساب وفي السورة حديث مثير عن الساعة وما يكتنف هذه الحقيقة الكبرى من أحداث كونية مريعة مزلزلة كالنفخ في الصور وانفتاح السماء وتسيير الجبال لتكون سرابا ، وما يعقب ذلك من ألوان التنكيل الذي يصلاه المكذبون الخاسرون .
وفي يوم القيامة تشتد الأهوال وترتاع القلوب وتشخص الأبصار شخوصا . وحينئذ ينقلب الظالمون المكذبون إلى أنفسهم نادمين آيسين وقد غشيتهم الحسرة ودهمهم الذل والخزي والالتياع المطبق فيتمنون أن لو كانوا في عداد البهائم ، ليكونوا ترابا .
{ عم يتساءلون 1 عن النبإ العظيم 2 الذي هم فيه مختلفون 3 كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون 5 ألم نجعل الأرض مهادا 6 والجبال أوتادا 7 وخلقناكم أزواجا 8 وجعلنا نومكم سباتا 9 وجعلنا الليل لباسا 10 وجعلنا النهار معاشا 11 وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12 وجعلنا سراجا وهّاجا 13 وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا 14 لنخرج به حبا ونباتا 15 وجنات ألفافا } .
يخبر الله عن المشركين المكذبين بالنبأ العظيم وهو يوم القيامة الذي لا ريب فيه .
فهم مختلفون فيما بينهم وقد تولوا في لجاجة وخصام ، يسأل بعضهم بعضا عن هذا النبأ فيصدق واحد ويكذّب آخر . وهو قوله : { عم يتساءلون } وعم ، لفظ استفهام ، أصله ( عن ما ) وقد سقط ألف ما ليتميز الخبر عن الإستفهام {[4728]}و المعنى : عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون المكذبون ، أو فيم يختصمون فيسأل بعضهم بعضا . وقيل : لما نزل القرآن كانت قريش تجلس فتتحدث فيما بينها ، فمنهم المصدق ومنهم المكذب . وهو قول ابن عباس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.