غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة النبأ وهي مكية حروفها سبعمائة وسبعون كلماتها مائة وثلاث وسبعون آياتها أربعون ) .

1

التفسير : حرف الجر إذا دخل على " ما " الاستفهامية تحذف ألفها نحو " بم " و " عم " و " علام " و " لم " ه لشدّة الاتصال وكثرة الاستعمال . ثم إن كان الكلام مبنياً على السؤال والجواب فالسائل والمجيب واحد وهو الله ، والفائدة في هذا الأسلوب أن يكون إلى التفهيم أقرب . ومعنى هذا الاستفهام تفخيم شأن ما وقع فيه التساؤل وبيان أن مطلب ما وضع للسؤال عن حقائق الأشياء المجهولة والشيء العظيم الذي تعجز العقول عن إدراكه أو يدعي فيه العجز يكون مجهولاً ، فوقع بين المسئول بما وبين الشيء العظيم مشابهة من هذا الوجه ، والمشابهة أحد أسباب المجاز . والنبأ العظيم القيامة بدليل الردع عن الاختلاف وللتهديد بعده . وتقديم الضمير وبناء الكلام عليه لتقوى الكلام لا لا للاختصاص فإن غير قريش أيضاً مختلفون في أمر بالبعث فمنهم من يثبت الروحاني في المعاد فقط ، ومنهم من يشك فيه كقوله { وما أظن الساعة قائمة } [ الكهف :36 ] ومنهم من يقطع بعدم البعث{ إن هي إلا حياتنا الدنيا } [ المؤمنون :37 ] كان يسأل بعضهم بعضاً عن القيامة ويتحدثون عنها متعجبين من وقوعها . ويجوز أن يكون المفعول محذوفاً أي يتساءلون النبي والمؤمنون نحو تراءينا الهلال فيكون التساؤل بطريق الاستهزاء ويحتمل أن يكون الضمير للمسلمين والكافرين جميعاً فقد كانوا جميعاً يتساءلون عنه ، أما المؤمن فليزداد خشية واستعداد ، وأما الكافر فلأجل الاستهزاء .

/خ40