{ عم يتساءلون ( 1 ) عن النبإ العظيم ( 2 ) الذي هم فيه مختلفون ( 3 ) كلا سيعلمون ( 4 ) ثم كلا سيعلمون ( 5 ) ألم نجعل الأرض مهادا ( 6 ) والجبال أوتادا ( 7 ) وخلقناكم أزواجا ( 8 ) وجعلنا نومكم سباتا ( 9 ) وجعلنا الليل لباسا ( 10 ) وجعلنا النهار معاشا ( 11 ) وبنينا فوقكم سبعا شدادا ( 12 ) وجعلنا سراجا وهاجا ( 13 ) وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ( 14 ) لنخرج به حبا ونباتا ( 15 ) وجنات ألفافا ( 16 ) } .
يخدع الناس ويركن الكثير منهم إلى الحياة العاجلة ، ويحسبون أنهم فيما أوتوا سيخلدون ، كالذي آتاه الله تعالى حديقتين من نخيل وأعناب ، وحين أبصر بنعهما وثمرهما قال ما بين كتاب الله الحق : { . . ما أظن أن تبيد هذه أبدا . وما أظن الساعة قائمة . . }{[8896]} ؛ والقوم الذين بعث فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان منهم من يستعبد قيام الموتى من قبورهم ، ومنهم من يشك في إمكان حصول ذلك ؛ وقد أخبر القرآن عن طائفة منهم في آية كريمة : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين }{[8897]} ، يقولون مرة : تكون ؛ ويقولون مرة : لا تكون ، فهم في ريبهم يترددون ؛ ومنهم من يسأل عنها سؤال المستعجل المستهزئ كما حكى القرآن عنهم : { . . أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون } . {[8898]} { . . وقال الكافرون هذا شيء عجيب . أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }{[8899]} ومن قبلهم قال ملأ من الكفار لقومهم- ليردوهم عن الإيمان بلقاء ربهم- : { أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون . هيهات هيهات لما توعدون . إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين }{[8900]} ، فأنكر الله تعالى على هؤلاء المتمارين في الحق المرتابين في البعث ، فكأنه استفهام إنكاري ، عن أي شيء يتساءلون ؟ يسألون النبي والمؤمنين ، أو يسأل بعضهم بعضا- عن الخبر الكبير الخطير ، وعن يوم الفزع والهول العسير يتساءلون ، وحول مجيئه يختلفون ؟ ويخالفون عن اليقين ولا يصدقون ؟ يقول اللغويون : حرف الجر إذا دخل على ما الاستفهامية تحذف ألفها ، نحو : بم ، ولم ؟ ؛ وتقديم الضمير وبناء الكلام عليه- في قوله تعالى : { الذي هم فيه . . . } لتقوي الكلام لا للاختصاص ، فإن غير قريش أيضا مختلفون .
[ وقيل : { النبأ العظيم } القرآن . . . وقالت الشيعة : هو علي ؛ قال القائل في حقه : هو النبأ العظيم وفلك نوح ، وباب الله . . . ]{[8901]} . مما يقول أهل اللغة : و[ ما ] وإن اشتهرت في طلب حقائق الأشياء ومسميات أسمائها ، لكنها قد يطلب بها الصفة والحال ، فيقال : ما زيد ؟ ويجاب بعالم أو طبيب . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.