المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

وقرأ الجمهور «تعملون » بتاء ، وقرأ الحسن والأعمش «يعملون » بياء من تحت - وقرأ الجمهور : «ولا تركَنوا » بفتح الكاف ، وقرأ طلحة بن مصرف وقتادة والأشهب العقيلي وأبو عمرو - فيما روى عنه هارون - بضمها ، وهو لغة ، يقال : ركن يركَن وركن يركُن{[6527]} ، ومعناه السكون ، إلى شيء والرضا به قال أبو العالية : «الركون » : الرضا . قال ابن زيد : «الركون » : الإدمان .

قال القاضي أبو محمد : فالركون يقع على قليل هذا المعنى وكثيره ، والنهي هنا يترتب من معنى الركون على الميل إليهم بالشرك معهم إلى أقل الرتب من ترك التغيير عليهم مع القدرة ، و { الذين ظلموا } هنا هم الكفار ، وهو النص للمتأولين ، ويدخل بالمعنى أهل المعاصي .

وقرأ الجمهور «فتَمسكم » ، وقرأ يحيى وابن وثاب وعلقمه والأعمش وابن مصرف وحمزة - فيما روي عنه - «فتِمسكم » بكسر التاء وهي لغة في كسر العلامات الثلاث دون الياء التي للغائب ، وقد جاء في الياء يِيجل ويِيبى ، وعللت هذه بأن الياء التي وليت الأولى ردتها إلى الكسر .


[6527]:- قال في (اللسان): "قرئ بفتح الكاف من ركن يركن، ولغة أخرى ركن يركُن وليست بفصيحة، وأجاز أبو عمرو، ركَن يركَن بفتح الكاف من الماضي وهو خلاف ما عليه الأبنية في السالم". وقال في "البحر المحيط": "وقرأ الجمهور (تركنوا) بفتح الكاف والماضي (ركن) بكسرها، وهي لغة قريش، وقال الأزهري: هي اللغة الفصحى، وقرأ قتادة وغيره (تركنوا) بضم الكاف والماضي (ركن) بفتحها، وهي لغة قيس وتميم، وشد (يركن) بفتح الكاف مضارع (ركن) بفتحها".