جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

{ وَلاَ تَرْكَنُواْ } ، لا تميلوا{[2343]} أدنى ميل ، { إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } بأن تعظوهم وتستعينوا بهم ، { فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } بركونكم إليهم ؛ بل استقيموا كما أمرت ولا تميلوا إلى جانب ، { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء } أعوان يمنعونكم من عذابه والواو للحال ، { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } لا تجدون من ينصركم أو لا ينصركم الله إذ سبق في حكمه أن لا يرحم على من ركن وثم لاستبعاد نصره إياهم وقد أوعدهم بالعذاب عليه .


[2343]:قال البغوي: قال بن عباس رضي الله عنه: و لا تميلوا، والركون هو المحبة والميل بالقلب، وقال أبوا لعالية: لا ترضو ا بأعمالهم، قال السدى لا تداهنوا الظلمة، وعن عكرمة لا تطيعوهم وقال الرازي: قال المحققون: الركون المنهى عنه هو الرضاء بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم، وعند غيرهم مشاركتهم في شيء من تلك الأبواب فأما مداخلتهم لدفع ضرر واجتلاب منفعة عاجلة فغير داخل في الركون، وفي النيسابوري بعد نقل هذا القول وأقول: هذا من طريق المعاش والرخصة ومقتضى التقوى هو الاجتناب عنهم بالكلية أليس الله بكاف عبده؟ انتهى، وما أحسن ما قال أبو السعود: وإذا كان حال الميل في الجملة إلى من وجد منه ظلم ما في الإفضاء إلى مساس النار هكذا فما ظنك بمن يميل إلى الراسخين في الظلم والعدوان ميلا عظيما ويتهالك على مصاحبتهم ومنادمتهم ويلقي شرائره على مؤانستهم ومعاشرتهم ويبتهج بالتزيي بزيهم ويمد عينيه إلى زهرتهم الفانية ويغبطهم بما أوتوا من القطوف الدانية وهو في الحقيقة من الحبة طفيف ومن جناح البعوض حقيق بمعزل عن أن تميل إليه القلوب ضعف الطالب والمطلوب/12.