مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

ثم قال : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } والركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه ، وقرأ العامة بفتح التاء والكاف والماضي من هذا ركن كعلم وفيه لغة أخرى ركن يركن قال الأزهري : وليست بفصيحة . قال المحققون : الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب فأما مداخلتهم لدفع ضرر أو اجتلاب منفعة عاجلة فغير داخل في الركون ، ومعنى قوله : { فتمسكم النار } أي أنكم إن ركنتم إليهم فهذه عاقبة الركون ، ثم قال : { ومالكم من دون الله من أولياء } أي ليس لكم أولياء يخلصونكم من عذاب الله .

ثم قال : { ثم لا تنصرون } والمراد : لا تجدون من ينصركم من تلك الواقعة .

واعلم أن الله تعالى حكم بأن من ركن إلى الظلمة لا بد وأن تمسه النار وإذا كان كذلك فكيف يكون حال الظالم في نفسه .