الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

ثم قال تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا }[ 113 ] . قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب{[33359]} : ( فتمسكم ) بكسر التاء{[33360]} .

وقرأ قتادة : ولا تركنوا بالضم في الكاف{[33361]} ، يقال : ركن يركن ، وركن ييركن .

قال ابن عباس : معناه : لا{[33362]} تذهبوا إلى الكفار{[33363]} .

وقال ابن جريج{[33364]} : لا تميلوا إليهم{[33365]} .

وقال أبو{[33366]} العالية : ( لا ترضوا أعمالهم ) .

وقال قتادة : لا تلحقوا بالشرك ){[33367]} .

وقال ابن زيد : الركون هنا : / الإذعان{[33368]} . وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ، وهذا لأهل الشرك . نهى الله عز وجل ، المؤمنين أن يميلوا إلى محبتهم ، ومصافاتهم{[33369]} ، وليس لأهل الإسلام . فأما أهل{[33370]} الذنوب من أهل الإسلام ، فقد بينت السنة ، والكتاب أنه لا يجوز أن يركن إلى شيء من معاصي الله ، ولا يصالح{[33371]} عليها ، ولا يقرب{[33372]} .

فالمعنى : ولا تميلوا إلى قول المشركين ، فتمسكم النار ، ( بفعلكم ذلك ){[33373]} .

{ ثم لا تنصرون } : إن فعلتم ذلك . وليس لكم ولي من دون الله ، ينقذكم من عذابه .


[33359]:هو الإمام المقرئ، الثقة في القراءة، الأسدي بالولاء، يحيى بن وثاب الكوفي. حدث عن ابن عمر، وابن عباس، وأخذ عنه الأعمش، كان قليل الحديث (ت 103 هـ) انظر: طبقات ابن سعد 6/299، وتاريخ الثقات 476، والغاية 2/380 والتقريب 2/369.
[33360]:انظر هذه القراءة الشاذة في: إعراب لانحاس 2/306، وأوردها ابن جني في المحتسب 1/330: (فتمسكم بكسر الميم، وليس التاء؟
[33361]:وهي أيضا قراءة طلحة بن مصرف، والأشهب العقيلي، وأبي عمرو. انظر: المحرر 9/233.
[33362]:ط: أي: لا.
[33363]:انظر هذا القول بلفظ آخر في: جامع البيان 15/501.
[33364]:ط: مطموس.
[33365]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/501.
[33366]:ق: أبا.
[33367]:انظر المصدر السابق.
[33368]:في النسختين معا الأذهان. وانظر القول في: المحرر 9/233.
[33369]:ساقط من ق.
[33370]:ق: لأهل.
[33371]:ط: ولا يصبح.
[33372]:في النسختين معا تقرب. وانظر: جامع البيان 15/501.
[33373]:ما بين القوسين ساقط من ط.