تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار } الآية تدل على قبح الركون إلى الظالم ، وهذا الركون ينقسم فمنها الميل إليهم ، ومنها الرضا بطريقتهم ، ومنها معاونتهم ، ومنها موالاتهم فأما لدفع الشر فذلك غير منهي عنه ويدل على أن من ركن إلى الظالم تمسه النار ، وروي أن في جهنم وادياً لا يسكنه إلاَّ الزائرون للملوك ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه " ولقد سئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في بريَّة هل يسقى شربة ماء ؟ فقال : لا ، فقيل له : يموت ، فقال : دعه يموت ، وقد قيل : ان الركون الميل اليسير وهو مصاحبتهم ومجالستهم ، وقوله : { إلى الذين ظلموا } يريد الذين وجد منهم الظلم ولو مرة واحدة ، وفي الحديث : " يؤتى بالظالمين وبأعوان الظالمين حتى من أمد لهم دواة أو برى لهم قلماً فيوضعون في تابوت من نار " ، وعن بعضهم : " ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور والياً " { وما لكم من دون الله من أولياء } من أنصار يقدرون على منعكم من عذابه .