النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (113)

قوله عز وجل : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : لا تميلوا ، قاله ابن عباس .

الثاني : لا تدنوا ، قاله سفيان .

الثالث : لا ترضوا أعمالهم ، قاله أبو العالية .

الرابع : لا تدهنوا لهم في القول وهو أن يوافقهم في السر ولا ينكر عليهم في الجهر .

ومنه قوله تعالى : { ودّوا لو تدهن فيدهنون } [ القلم : 9 ] ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

{ فتمسكم النار } يحتمل وجهين :

أحدهما : فيمسكم عذاب النار لركونكم إليهم .

الثاني : فيتعدى إليكم ظلمهم كما تتعدى النار إلى إحراق ما جاورها ، ويكون ذكر النار على هذا الوجه استعارة وتشبيهاً ، وعلى الوجه الأول خبراً ووعيداً .