معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (52)

قوله تعالى : { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، و قتادة : إنما يقولون هذا لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين ، فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة دعوا بالويل . وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم ، فقالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟ ثم قالوا : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } أقروا حين لم ينفعهم الإقرار . وقيل : قالت الملائكة لهم : ( ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ) . قال مجاهد : يقول قوله تعالى : ( ( ومن بعثنا من مرقدنا ) ) ؟قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، وقتادة : إنما يقولون هذه ، لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين ، فيرقدون ، فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة ، وعاينوا القيامة دعوا الويل ، وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم ، وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم . فقالوا : { يا ويلنا من مرقدنا } ثم قالوا : ( ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) ) . أقروا حين لم ينفعهم الإقرار ، وقيل : قالت الملائكة لهم :{ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } قال مجاهد : يقول الكفار : من بعثنا من مرقدنا ؟ فيقول المؤمنون : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (52)

{ قالوا يا ويلنا } الويل منادى أو مصدر .

{ من بعثنا من مرقدنا } المرقد يحتمل أن يكون اسم مصدر أو اسم مكان قال أبي بن كعب ومجاهد : إن البشر ينامون نومة قبل الحشر ، قال ابن عطية : هذا غير صحيح الإسناد . وإنما الوجه في معنى قولهم : { من مرقدنا } : أنها استعارة وتشبيه به يعني أن قبورهم شبهت بالمضاجع لكونهم فيها على هيئة الرقاد ، وإن لم يكن رقاد في الحقيقة . { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } هذا مبتدأ وما بعده خبر وقيل : إن { هذا } صفة ل{ مرقدنا } و{ ما وعد الرحمن } مبتدأ محذوف الخبر وهذا ضعيف ، ويحتمل أن يكون هذا الكلام من بقية كلامهم أو من كلام الله أو الملائكة أو المؤمنين يقولونها للكفار على وجه التقريع .