غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (52)

45

ثم بين أنهم قبل النسلان { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } كأنهم شكوا في أنهم كانوا موتى فبعثوا أو كانوا نياماً فتنبهوا فجمعوا في السؤال بين الأمرين : البعث والمرقد . عن مجاهد : للكفار . هجعة يجدون فيها طعم النوم فإذا صيح بأهل القبور قالوا ذلك ، ثم أجابهم الملائكة في رواية ابن عباس ، والمتقون على قول الحسن { هذا ما وعد الرحمن } كأنه قيل : ليس بالبعث الذي عرفتموه وهو بعث النائم من مرقده حتى يهمكم السؤال عن الباعث أن هذا هو البعث الأكبر الذي وعده الرحمن في كتبه المنزلة على لسان رسله الصادقين . والظاهر أن { هذا } مبتدأ { وما وعد الرحمن } إلى آخره خبره ، و " ما " مصدرية أي هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين على تسمية الموعود والمصدوق فيه بالمصدر . ويجوز أن يكون " ما " موصولة أي هذا الذي وعده الرحمن وصدقه المرسلون أي صدقوا فيه . وجوّز جار الله أن يكون { هذا } صفة للمرقد و{ ما وعد } خبر مبتدأ محذوف أي هذا وعد الرحمن ، أو مبتدأ محذوف الخبر أي ما وعده الرحمن وصدقه المرسلون حق عليكم . وقيل : إن قوله { هذا ما وعد الرحمن } من كلام الكافرين كأنهم تذكروا ما سمعوا من الرسل فأجابوا به أنفسهم ، أو أجاب بعضهم بعضاً .

/خ83