قوله تعالى : { ولو أن لكل نفس ظلمت } ، أي : أشركت ، { ما في الأرض لافتدت به } ، يوم القيامة ، والافتداء هاهنا : بذل ما ينجو به من العذاب . { وأسروا الندامة } ، قال أبو عبيدة : معناه : أظهروا الندامة ، لأنه ليس ذلك اليوم يوم تصبر وتصنع . وقيل : معناه أخفوا أي أخفى الرؤساء الندامة من الضعفاء ، خوفا من ملامتهم وتعبيرهم ، { لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط } ، فرغ من عذابهم ، { وهم لا يظلمون * ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق لكن أكثرهم لا يعلمون* هو يحيي ويميت وإليه ترجعون } .
{ ولو أن لكل نفس ظلمت } بالشرك أو التعدي على الغير { ما في الأرض } من خزائنها وأموالها . { لافتدت به } لجعلته فدية لها من العذاب ، من قولهم افتداه بمعنى فداه . { وأسرّوا الندامة لما رأوا العذاب } لأنهم بهتوا بما عاينوا مما لم يحتسبوه من فظاعة الأمر وهوله فلم يقدروا أن ينطقوا . وقيل { أسروا الندامة } أخلصوها لأن إخفاءها إخلاصها ، أو لأنه يقال سر الشيء لخالصته من حيث إنها تخفى ويضن بها . وقيل أظهروها من قولهم أسر الشيء وأسره إذا أظهره . { وقُضي بينهم بالقسط وهم لا يُظلمون } ليس تكريرا لأن الأول قضاء بين الأنبياء ومكذبيهم والثاني مجازاة المشركين على الشرك أو الحكومة بين الظالمين والمظلومين ، والضمير إنما يتناولهم لدلالة الظلم عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.