الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (54)

ثم قال تعالى : { ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض }[ 54 ] : ( أنَّ ) : في موضع رفع بفعل مضمر ، لأن حق لو ( أ ) لا يليها إلا الفعل مضمرا ، أو مظهرا . فسبيل ما{[31158]} بعدها أن يكون مرفوعا بالفعل المقدر . والمعنى : ولو أن لكل نفس كفرت بالله سبحانه ، وآياته ، ( جلت عظمته ){[31159]} ما في الأرض ، من قليل ، أو كثير{[31160]} لافتديت به{[31161]} من عذاب الله إذا عاينته{[31162]} . وذلك لا يكون لها أبدا ، ولو كان لها لافتدت به ، ولو افتدت به لم يقبل منها .

قوله : { وأسروا الندامة }[ 54 ] : أي : أسر كثيرا ، وهم الندم من ضعفائهم حين عاينوا العذاب ، وعلموا أنه واقع بهم{[31163]} .

وقيل : المعنى : ( وأسروا ) : أظهروا الندامة عند ذلك{[31164]} .

قال{[31165]} المبرد : معناه : بدت الندامة في أسرة وجوههم ، وهي الخطوط التي في الجبهة ، واحدها{[31166]} سرار{[31167]} .

{ وقضي بينهم بالقسط }[ 54 ] : أي : بالعدل{[31168]} .


[31158]:ق: فسبيلها.
[31159]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[31160]:ق: وكثير.
[31161]:ق: بذلك.
[31162]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/103.
[31163]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 1/469، وجامع البيان 15/103.
[31164]:انظر هذا المعنى في: الجامع 8/225، واللسان: سرر.
[31165]:ق: وقال.
[31166]:ط: مطموس.
[31167]:انظر الهامش 9.
[31168]:وهو قول مجاهد في تفسيره 381.