محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (54)

/ [ 54 ] { ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون 54 } .

{ ولو أن لكل نفس ظلمت } أي بالشرك بالله ، أو التعدي على الغير ، أو مطلقا { ما في الأرض } أي من الأموال { لافتدت به } أي لجعلته فدية لها من العذاب { وأسروا الندامة } أي أخفوها أسفا على ما فعلوا من الظلم . وضمير { أسروا } للنفوس ، المدلول عليها ب ( كل نفس ) . والعدول إلى صيغة الجمع ، لتهويل الخطب ، بكون الخطب بطريق الاجتماع { لما رأوا العذاب } أي عاينوه { وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون } أي فيما فعل بهم من العذاب ، لأنه جزاء ظلمهم .