معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي  
{وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (54)

قوله تعالى : { ولو أن لكل نفس ظلمت } ، أي : أشركت ، { ما في الأرض لافتدت به } ، يوم القيامة ، والافتداء هاهنا : بذل ما ينجو به من العذاب . { وأسروا الندامة } ، قال أبو عبيدة : معناه : أظهروا الندامة ، لأنه ليس ذلك اليوم يوم تصبر وتصنع . وقيل : معناه أخفوا أي أخفى الرؤساء الندامة من الضعفاء ، خوفا من ملامتهم وتعبيرهم ، { لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط } ، فرغ من عذابهم ، { وهم لا يظلمون * ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق لكن أكثرهم لا يعلمون* هو يحيي ويميت وإليه ترجعون } .