قوله تعالى : { قل أرأيتم } . أيها المشركون .
قوله تعالى : { إن أخذ الله سمعكم } . حتى لا تسمعوا شيئا أصلاً .
قوله تعالى : { وأبصاركم } ، حتى لا تبصروا شيئاً أصلا .
قوله تعالى : { وختم على قلوبكم } ، حتى لا تفقهوا شيئاً ، ولا تعرفوا مما تعرفون من أمور الدنيا شيئا .
قوله تعالى : { من إله غير الله يأتيكم به } ، ولم يقل بها ، مع أنه ذكر أشياء ، قيل : معناه يأتيكم بما أخذ منكم ، وقيل : الكناية ترجع إلى السمع الذي ذكر أولاً ، ولا يندرج غيره تحته ، كقوله تعالى : { الله ورسوله أحق أن يرضوه } [ التوبة :62 ] . فالهاء راجعة إلى الله ، ورضا رسوله يندرج في رضى الله تعالى .
قوله تعالى : { انظر كيف نصرف الآيات } . أي : نبين لهم العلامات الدالة على التوحيد والنبوة .
يقول الله تعالى لرسوله [ محمد ]{[10688]} صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء المكذبين المعاندين : { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ } أي : سلبكم إياها كما أعطاكموها فإنه { قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ [ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ ] {[10689]} } [ الملك : 33 ] .
ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشرعي ؛ ولهذا قال : { وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ } كما قال : { أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ } [ يونس : 31 ] ، وقال : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } [ الأنفال : 24 ] .
وقوله : { مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ } أي : هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم إذا سلبه الله منكم ؟ لا يقدر على ذلك أحد سواه ؛ ولهذا قال [ عز شأنه ]{[10690]} { انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ } أي : نبينها ونوضحها ونفسرها دالة على أنه لا إله إلا الله ، وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } أي : ثم هم مع هذا البيان يعرضون عن الحق ، ويصدون الناس عن اتباعه .
قال العوفي ، عن ابن عباس { يَصْدِفُونَ } أي يعدلون . وقال مجاهد ، وقتادة : يعرضون : وقال السُّدِّي : يصدون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.