الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمۡعَكُمۡ وَأَبۡصَٰرَكُمۡ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِهِۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ هُمۡ يَصۡدِفُونَ} (46)

قوله : { قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم{[19899]} } الآية [ 47 ] .

روى ابن ( عامر ){[19900]} عن أصحابه عن ورش{[19901]} : ( بِهُ انظُر ) بالضم للهاء{[19902]} ، وكذلك روى ابن سعدان{[19903]} عن ( المسيبي ){[19904]} ، وهي قراءة الأعرج{[19905]} ، أتوا بالهاء على أصلها ، وهو{[19906]} الضم . وإنما كسرت – في قراءة الجماعة{[19907]} – لأجل كسرة الباء قبلها ، لئلا يخرج من كسر إلى ضم ، وذلك ثقيل{[19908]} .

وقيل : إنما كسرت الهاء ، لأنه ليس في الكلام ( فِعْلُ ){[19909]} ، والضم هو الأصل .

والمعنى : { قل } يا محمد لهؤلاء العادلين بالله والأوثان{[19910]} : { وأبصاركم قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم } ، فذهب بها ، { وختم على قلوبكم } ، أي : طبع عيلها ، فلا تسمعون{[19911]} ولا تبصرون ولا تعقلون ، من معبود غير الله يرد عليكم ما ذهب ( عنكم ){[19912]} ؟ ، وهذا ( تعليم من الله ){[19913]} لنبيه الحجة على المشركين . ثم قال لنبيه : انظر : كيف نصرف ( لهم ){[19914]} الآيات{[19915]} أي : كيف نتابع{[19916]} لهم الحجج ، ونضرب{[19917]} لهم الأمثال ، ثم هم – مع ذلك – يصدفون{[19918]} ، أي : يعرضون{[19919]} قاله مجاهد وجماعة معه{[19920]} . وقال ابن عباس : يعدلون{[19921]} . وقال السدي : يصدون{[19922]} .

وقوله : { ياتيكم به } الهاء تعود على السمع{[19923]} ، وقيل : المعنى : يأتيكم بما أخذ منكم{[19924]} من السمع والأبصار ، فوحدت{[19925]} الهاء لأنها مكان ( ما ) ، وقيل : الهاء كناية عن الهدى{[19926]} .

{ ياتيكم به } تمام عند نافع وغيره{[19927]} .


[19899]:ج د: سمعكم وأبصاركم.
[19900]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: واصل.
[19901]:في إتحاف فضلاء البشر 1/75: (وابن عامر: من روايتي هشام وابن ذكوان، عن أصحابهما عنه) أي: عن ورش.
[19902]:هي قراءة الأصبهاني عن ورش في النشر 1/313.
[19903]:هو أبو جعفر محمد بن سعدان الكوفي، نحوي مقرئ ضرير، ألّف في النحو والقراءات توفي سنة 231 هـ. انظر: نزهة الألباب 154.
[19904]:مطموسة في أ. ب: البستيني. ج د: المسيب. وقال الداني في التعريف 161، 162: (واذكر عن المسيّب رواية ابنه محمد بن إسحاق، ورواية محمد بن سعدان النحوي). وهو أبو محمد إسحاق بن محمد ابن المسيب، المسيبي المدني، ضابط لقراءة نافع، توفي سنة 206 هـ. انظر: الغاية 1/158.
[19905]:قراءة الأعرج في إعراب النحاس 1/548، وفي المحرر 6/53 الذي أضاف قوله: (ورواها المسيبي وأبو قرة عن نافع).
[19906]:مطموسة في أ. ب: هي.
[19907]:انظر: النشر 1/313.
[19908]:في السبعة 257، 258: كلُّهم قرأ {به انظر} بكسر الهاء، إلا أن ابن المسيبي روى عن أبيه عن نافع {به انظر} برفع الهاء، ولم يروه عن نافع إلا هو وأبو قرة)، وهي قراءة الأصبهاني عن ورش في النشر 1/313 حيث خصص لها بابا سماه (باب هاء الكناية) 1/304. وذكر أيضا في التعريف 286 أنها قراءة (ورش في رواية الأصبهاني والمسيب)، وانظر: تفسير البحر 4/132.
[19909]:مطموسة في أ. ب: بِقُل.
[19910]:ج د: الأوثنان.
[19911]:ج: تستمعون.
[19912]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ساقطة من ب ج د.
[19913]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: من الله تعالى تعليم.
[19914]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ساقطة من ب ج د.
[19915]:ب: الآية.
[19916]:ب: تنافع.
[19917]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: نفرف، ج د: نصرف.
[19918]:ج د: يصرفون.
[19919]:انظر: تفسير الطبري 11/365.
[19920]:وهو أيضا قول ابن أبي نجيح وقتادة في تفسير الطبري 11/367، وهو قول ابن قتيبة في غريبه 154.
[19921]:انظر: تفسير الطبري 11/367.
[19922]:انظر: تفسير الطبري 11/367.
[19923]:انظر: معاني الزجاج 2/249.
[19924]:انظر: معاني الأخفش 489.
[19925]:ب: فوجدت.
[19926]:انظر: تفسير الطبري 11/367، ومعاني الفراء 1/335.
[19927]:انظر: القطع 304، والمقصد 34.