معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

ثم ذكر علة إعراضهم عن الإيمان فقال : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم } قرأ أهل البصرة وعاصم بالياء ، ورفع الراء ، وقرأ حمزة والكسائي بالياء وجزم الراء ، لأن ذكر الله قد مر قبله ، وجزم الراء مردود على { يضلل } وقرأ الآخرون بالنون ورفع الراء على أنه كلام مستأنف .

قوله تعالى : { في طغيانهم يعمهون } ، يترددون متحيرين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أي : متحيرين{[332]} يترددون ، لا يخرجون منه ولا يهتدون إلى حق .


[332]:- في ب يتحيرون ويترددون.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

ثم عقب القرآن على هذا التوبيخ والتهديد للمشركين بقوله : { مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } .

أى : من يرد الله إضلاله بسبب اختياره للضلالة ، وصممه عن الاستماع للحق فلا قدرة لأحد على هدايته ، وهو - سبحانه - يترك هؤلاء الضالين في طغيانهم متحيرين مترددين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

ثم قال تعالى : { مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

يقول تعالى : من كُتِب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد ، ولو نظر لنفسه فيما نظر ، فإنه لا يجزي{[12444]} عنه شيئا ، { وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } [ المائدة : 41 ] قال تعالى : { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 101 ]


[12444]:في م، ك: "لا يجدى".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

وقوله : { من يضلل الله فلا هادي له } كالتقرير والتعليل له . { ونذرُهم في طغيانهم } بالرفع على الاستئناف ، وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء لقوله { من يضلل الله } ، وحمزة والكسائي به وبالجزم عطفا على محل { فلا هادي له } ، كأنه قيل : لا يهده أحد غيره { ونذرهم } . { يعمهون } حال من هم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

هذا شرط وجواب مضمنه اليأس منهم والمقت لهم لأن المراد أن هذا قد نزل بهم وأنهم مثال لهذا ، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والحسن وأبو جعفر والأعرج وشيبة وأبو عبد الرحمن وقتادة «ونذرُهم » بالنون ورفع الراء وكذلك عاصم في رواية أبي بكر ، وروى عنه حفص و «يذرُهم » بالياء والرفع ، وقرأها أهل مكة وهذا على إضمار مبتدأ ونحن نذرهم أو على قطع الفعل واستئناف القول ، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو فيما ذكر أبو حاتم بالياء والجزم ، وقرأها كذلك طلحة بن مصرف والأعمش «ويذرْهم » بالياء والجزم عطفاً على موضع الفاء وما بعدها من قوله { فلا هادي له } لأنه موضع جزم ، ومثله قول أبي داود : [ الوافر ]

فأبلوني بليتكم لعلي*** أصالحكم واستدرج نويا

ومنه قول الآخر : [ الكامل ]

أنّى سلكت فإنني لك كاشح*** وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد

قال أبو علي ومثله في الحمل على الموضع قوله تعالى : { لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين } لأنك لو لم تلحق الفاء لقلت أصدق ، وروى خارجة عن نافع «ونذرْهم » بالنون والجزم ، و «الطغيان » الإفراط في الشيء وكأنه مستعمل في غير الصلاح ، و «العمه » الحيرة .