جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

القول في تأويل قوله تعالى : { مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } . .

يقول تعالى ذكره : إن إعراض هؤلاء الذين كذّبوا بآياتنا ، التاركي النظر في حجج الله والفكر فيها ، لإضلال الله إياهم ، ولو هداهم الله لاعتبروا وتدبّروا فأبصروا رشدهم ولكن الله أضلهم فلا يبصرون رشَدا ولا يهتدون سبيلاً ، ومن أضله عن الرشاد فلا هادي له . ولكن الله يدعهم في تماديهم في كفرهم وتمرّدهم في شركهم يتردّدون ، ليستوجبوا الغاية التي كتبها الله لهم من عقوبته وأليم نكاله .