النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (186)

قوله عز وجل : { مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِي لَهُ } فيه قولان :

أحدهما : معنى يضله يحكم بضلالته في الدين .

والثاني : يضله عن طريق الجنة إلى النار .

{ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } والطغيان إفراط العدوان .

وفي { يَعْمَهُونَ } وجهان :

أحدهما : يتحيرون ، والعمه في القلب كالعمى في العين .

والثاني : يترددون ، قاله قطرب واستشهد بقول الشاعر :

متى يعمه إلى عثمان يعمه *** إلى ضخم السرادق والقطار .