قوله : " ويَذَرهم " قرأ الأخَوان بالياء وجزم الفعل ، وعاصم وأبو عمرو بالياء أيضاً ورفع الفعل ، ونافع وابن كثير وابن عامر بالنون ورفع الفعل أيضاً .
وقد رُوي الجزمُ أيضاً عن نافع وأبي عمرو في الشواذ . فالرفعُ من وجهٍ واحدٍ وهو الاستئناف أي : وهو يَذَرُهم ، أو : ونحن نذرهم على حسب القراءتين . / وأمَّا السُّكون فيحتمل وجهين أحدهما : أنه جزم نسَقاً على محلِّ قوله " فلا هادي له " لأن الجملَة المنفيَّة جوابٌ للشرط فهي في محلِّ جزمٍ فَعَطَف على مَحَلِّها وهو كقوله تعالى : { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ } [ البقرة : 271 ] بجزم " يكفر " ، وكقول الشاعر :
أنَّى سلكتَ فإنني لك كاشحٌ *** وعلى انتقاصِك في الحياة وأزْدَدِ
وأنشد الواحدي أيضاً قول الآخر :
فَأَبْلوني بَلِيَّتَكمْ لعلِّي *** أُصالِحُكم وأسْتدرِجْ نَوَيَّا
قال : " حمل " أستدرج " على موضع الفاء المحذوفة من قوله " فلعلي أصالحكم " . والثاني : أنه سكونُ تخفيف كقراءة أبي عمرو : { يَنصُرْكُمُ } [ آل عمران : 160 ] و { يُشْعِرُكُمْ } [ الأنعام : 109 ] ونحوه . وأما الغيبة فَجَرْياً على اسم الله تعالى ، والتكلم على الالتفات من الغيبة إلى التكلم تعظيماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.