معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

قوله تعالى : { ولقد جاءكم يوسف من قبل } يعني يوسف بن يعقوب من قبل موسى { بالبينات } يعني : قوله { أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } ( يوسف-39 ) ، { فما زلتم في شك مما جاءكم به } قال ابن عباس : من عبادة الله وحده لا شريك له ، { حتى إذا هلك } مات ، { قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً } أي : أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة ، { كذلك يضل الله من هو مسرف } مشرك ، { مرتاب } شاك .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكّ مّمّا جَآءَكُمْ بِهِ حَتّىَ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلّ اللّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مّرْتَابٌ } .

يقول تعالى ذكره : ولقد جاءكم يوسف بن يعقوب يا قوم من قبل موسى بالواضحات من حجج الله ، كما :

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ قال : قبل موسى .

وقوله : فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكّ مِمّا جاءَكُمْ بِهِ يقول : فلم تزالوا مرتابين فيما أتاكم به يوسف من عند ربكم غير موقني القلوب بحقيقته حتى إذَا هَلَكَ يقول : حتى إذا مات يوسف قلتم أيها القوم : لن يبعث الله من بعد يوسف إليكم رسولاً بالدعاء إلى الحقّ وكَذَلكَ يُضِلّ اللّهُ مَنْ هُوَ مُسْرفٌ مُرْتابٌ يقول : هكذا يصدّ الله عن إصابة الحق وقصد السبيل من هو كافر به مرتاب ، شاك في حقيقة أخبار رسله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

قد قدمنا ذكر الخلاف في هذه الأقوال كلها ، هل هي من قول مؤمني آل فرعون أو من قول موسى عليه السلام : وقالت فرقة من المتأولين منه الطبري : { يوسف } المذكور هو يوسف بن يعقوب صلى الله عليه . وقالت فرقة : بل هو حفيده يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب . و «البينات » التي جاء بها يوسف لم تعين لنا حتى نقف على معجزاته . وروي عن وهب بن منبه أن فرعون موسى لقي يوسف ، وأن هذا التقريع له كان . وروى أشهب عن مالك أن بلغه أن فرعون عمر أربعمائة سنة وأربعين سنة . وقالت فرقة : بل هو فرعون آخر .

وقوله : { قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً } حكاية لرتبه قولهم لأنهم إنما أرادوا أن يجيء بعد هذا من يدعي مثل ما ادعى ولم يقر أولئك قط برسالة الأول ولا الآخر ، ولا بأن الله يبعث الرسل فحكى رتبة قولهم ، وجاءت عبارتهم مشنعة عليهم ، ولذلك قال بإثر هذا : { كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب } أي كما صيركم من الكفر والضلالة في هذا الحد فنحو ذلك هو إضلاله لصنعكم أهل السرف في الأمور وتعدي الطور والارتياب بالحقائق . وفي مصحف أبي بن كعب وابن مسعود : «قلتم لن يبعث الله " .