ولما قال لهم مؤمن آل فرعون : { ومن يضلل الله فما له من هاد } ذكر لهم مثالاً بقوله تعالى : { ولقد جاءكم } أي : جاء آباءكم يا معشر القبط ، ولكنه عبر بذلك دلالة على أنهم على مذهب الآباء كما جرت به العادة من التقليد ومن أنهم على طبعهم لاسيما أن كانوا لم يفارقوا مساكنهم { يوسف } أي : نبي الله ابن نبي الله يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن خليل الله إبراهيم عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام { من قبل } أي : قبل زمن موسى عليه السلام { بالبينات } أي : الآيات الظاهرات لاسيما في أمر يوم التناد { فما زلتم } أي : ما برحتم أنتم تبعاً لآبائكم { في شك } أي : محيط بكم لم تصلوا إلى رتبة الظن { مما جاءكم به } من التوحيد ، وقال ابن عباس : من عبادة الله وحده لا شريك له فلم تنتفعوا البتة بتلك البينات ودل على تمادي شكهم بقوله تعالى : { حتى إذا هلك } فهو غاية أي : فما زلتم في شك حتى هلك { قلتم لن يبعث الله } أي : الذي له صفات الكمال { من بعده } أي : يوسف عليه السلام { رسولاً } أي : أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة ، وهذا ليس إقراراً منهم برسالته بل هو ضم منهم إلى الشك في رسالته والتكذيب برسالة من بعده وقوله تعالى : { كذلك } خبر مبتدأ مضمر أي : الأمر كذلك أو مثل هذا الضلال { يضل الله } أي : بما له من صفات القهر { من هو مسرف } أي : مشرك متغال في الأمور خارج عن الحدود { مرتاب } أي : شاك فيما تشهد به البينات بغلبة الوهم والانهماك في التقليد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.