محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

{ وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ } أي من قبل مجيء موسى بالحجج البينة / والبراهين النيّرة ، على وجوب عبادته تعالى وحده . كقوله {[6396]} { أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } { فما زلتم في شك مما جاءكم به } أي مع ظهور استقامته الكافية في الدلالة على صحة ما جاءكم به ، فلم يزل يقررها { حتى إذا هلك } أي مات { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا } أي يقرر حججه . فقطعتم من عند أنفسكم ، بعدم إرسال الله الرسول ، مع الشك في إرسال من أعطاه البينات ، من فرط ضلالكم { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } أي في التشكيك عند ظهور البراهين القطعية { مُّرْتَابٌ } أي شاك مع ظهور لوائح اليقين .


[6396]:[12 / يوسف / 39].