غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

23

ثم ذكر مثالاً لمن لا يهديه الله بعد إضلاله وهو قوله { ولقد جاءكم يوسف } وفيه أقوال ثلاثة أحدها : أنه يوسف بن يعقوب ، وفرعون موسى هو فرعون يوسف ، والبينات إشارة إلى ما روي أنه مات لفرعون فرس قيمته ألوف فدعا يوسف فأحياه الله . وأيضاً كسفت الشمس فدعا يوسف فكشفها الله ، ومعجزاته في باب تعبير الرؤيا مشهورة ، فآمن فرعون ثم عاد إلى الكفر بعدما مات يوسف . والثاني هو يوسف بن ابن إبراهيم بن يوسف ابن يعقوب ، أقام فيهم عشرين سنة قاله ابن عباس . والثاني هو يوسف بن ابن إبراهيم بن يوسف إليهم رسولاً من الجن اسمه يوسف وأورده أقضى القضاة أيضاً وفيه بعد . قال المفسرون في قوله { لن يبعث الله من بعده رسولاً } ليس إشارة إلى أنهم صدّقوا يوسف لقوله { فما زلتم في شك } وإنما الغرض بيان أن تكذيبهم لموسى مضموم إلى تكذيب يوسف ولهذا ختم الآية بقوله { كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب } قلت : هذا إنما يصح إذا لم يكن فرعون يوسف قد آمن به لكنه مرويّ كما قلنا اللهم إلا أن يقال : لولا شكه في أمره لما كفر بعد موته قال جار الله : فاعل كبر ضمير عائد إلى من هو مسرف لأنه موحد اللفظ وإن كان مجموع المعنى .

/خ50