تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

وقوله : { وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ } يعني : أهل مصر ، قد بعث الله فيهم رسولا من قبل موسى ، وهو يوسف ، عليه السلام ، كان عزيز أهل مصر ، وكان رسولا يدعو إلى الله أمته {[25507]} القبط ، فما أطاعوه تلك الساعة {[25508]} إلا لمجرد الوزارة والجاه الدنيوي ؛ ولهذا قال : { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا } أي : يئستم فقلتم طامعين : { لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا } وذلك لكفرهم وتكذيبهم { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ } أي : كحالكم هذا .


[25507]:- (5) في أ: "أمة".
[25508]:- (6) في ت، س، أ: "تلك الطاعة".