{ وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان } يعني التوراة الجامع بين كونه كتابا منزلا وحجة تفرق بين الحق والباطل ، وقيل أراد بالفرقان معجزاته الفارقة بين المحق والمبطل في الدعوى ، أو بين الكفر والأيمان . وقيل الشرع الفارق بين الحلال والحرام ، أو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه كقوله تعالى : { يوم الفرقان } يريد به يوم بدر .
{ لعلكم تهتدون } لكي تهتدوا بتدبر الكتاب والتفكر في الآيات .
وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 53 )
قوله تعالى : { وإذ آتينا موسى الكتاب } ، { إذ } عطف على ما ذكر من النعم ، و { الكتاب } هو التوراة بإجماع من المتأولين .
واختلف في { الفرقان } هنا فقال الزجاج وغيره هو التوراة أيضاً كرر المعنى لاختلاف اللفظ ، ولأنه زاد معنى التفرقة بين الحق والباطل ، ولفظة الكتاب لا تعطي ذلك( {[605]} ) .
وقال آخرون : { الكتاب } التوراة ، و { الفرقان } سائر الآيات التي أوتي موسى صلى الله عليه وسلم ، لأنها فرقت بين الحق والباطل .
وقال آخرون : { الفرقان } : النصر الذي فرق بين حالهم وحال آل فرعون بالنجاة والغرق .
وقال ابن زيد : «الفرقان انفراق البحر له حتى صار فرقاً » .
وقال الفراء وقطرب : معنى هذه الآية : آتينا موسى الكتاب ومحمداً الفرقان .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وهذا ضعيف( {[606]} ) .
و { لعلكم تهتدون } ترج وتوقع مثل الأول( {[607]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.