النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (53)

قوله عز وجل { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان }أما " إذ " فاسم للوقت الماضي ، و " إذا " اسم للوقت المستقبل ، و " الكتاب " هو التوراة . وفي الفرقان أربعةُ أقاويلَ :

أحدها : أن الفُرْقان هو الكتاب فذكره باسمين تأكيداً ، وهو قول الفراء .

والثاني : أن الفُرْقَانَ : ما في التوراة من فَرْقٍ بين الحقِّ والباطلِ ، فيكون ذلك نعتاً للتوراة ، وهذا قول ابن عباس وأبي العالية .

والثالث : أن الفرقان النصر ، الذي فرَّق الله به بين موسى وفرعون ، حتى أنجى موسى وقومَهُ ، وأغرق فرعون وقومهُ{[120]} ، وهذا قول أبي زيدٍ .

والرابع : أن الفرقان : انفراق البحر لِبَنِي إسرائيلَ ، حتى عبروا فيه .


[120]:- هذه العبارة ساقطة من ق.