إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (53)

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب والفرقان } أي التوراةَ الجامعةَ بين كونِها كتاباً وحُجةً تفرق بين الحق والباطلِ وقيل : أريد بالفرقان معجزاتُه الفارقةُ بين الحق والباطل في الدعوى أو بين الكفر والإيمان ، وقيل : الشرعُ الفارقُ بين الحلالِ والحرام أو النصرُ الذي فرّق بينه وبين عدوِّه ، كقوله تعالى : { يوم الفرقان } [ الأنفال ، الآية 41 ] يريد به يومَ بدر { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا بالتدبر فيه والعمل بما يحويه .