قوله تعالى : { الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ } . . مفعولٌ ثانٍ لآتينا ، وهل المرادُ بالكتاب والفرقانِ شيءٌ واحدٌ وهو التوراةُ ؟ كأنه قيل : الجامعُ بينَ كونِه كتاباً مُنَزَّلاً وفرقاناً يَفْرُق بين الحقِّ والباطلِ ، نحو : رأيت الغيثَ والليثَ ، وهو من باب قولِه :
إلى المَلِك القَرْمِ وابنِ الهُمَامِ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أو لأنه لمَّا اختَلَفَ اللفظُ جازَ ذلك كقوله :
فَقَدَّمَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ *** وأَلْفَى قولَها كَذِباً وَمَيْنَا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وهندٌ أتى مِنْ دَوْنِها النَّأْيُ والبُعْدُ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أَقْوَى وأَفْقَرَ بعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ
قال النحاس : " هذا إنما يجوزُ في الشِّعْر ، فالأحسنُ أن يُرادَ بالفرقان ما علَّمه اللهُ موسى من الفَرْق بين الحق والباطل " . وقيل : الواوُ زائدة ، و " الفرقان " نعتٌ للكتاب أو " الكتابُ " التوراةُ ، و " الفرقانُ " ما فُرِّقَ به بين الكُفْر والإِيمانِ ، كالآياتِ من نحو العَصا واليد ، أو ما فُرِّقَ به بين الحلالِ والحَرام من الشرائعِ .
والفُرْقُانُ في الأصلِ مصدرٌ مثلُ الغُفْران . وقد تقدَّمَ معناهُ في { فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ } [ البقرة : 50 ] . وقيل : الفرقانُ هنا اسمُ للقرآنِ ، قالوا : والتقديرُ : ولَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتابَ ومحمداً الفرقانَ . قال النحاس : " هذا خطأٌ في الإِعرابِ والمعنى ، أمَّا الإِعرابُ فلأنَّ المعطوفَ على الشيءِ مثلُه ، وهذا يخالِفُه ، وأمَّا المعنى فلقولِه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ } [ الأنبياء : 48 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.