تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (53)

الآية 53 وقوله تعالى : ( وإذ آتينا موسى الكتاب ) يعني التوراة . والكتاب اسم كل مكتوب . وقوله ( والفرقان ) قيل : سمي فرقانا لما فرق ، وبين فيها الحلال والحرام ، وكل كتاب فرق فيه بين الحلال والحرام فهو فرقان ، وقيل : سمي فرقانا لما فرق فيه بين الحق والباطل ، وهما واحد ، وقيل : سميت التوراة فرقانا لما فيها المخرج من الشبهات . وقيل : الآية{[779]} على الإضمار ؛ كأنه قال : وإذ آتينا موسى الكتاب ، يعني التوراة ، ومحمدا صلى الله عليه وسلم الفرقان كقوله : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) [ الفرقان : 1 ] .

وقوله تعالى : ( لعلكم تهتدون ) فالكلام فيه كالكلام في قوله ( لعلكم تشكرون ) ، وقد ذكرنا فيه ما أمكن . والله أعلم .


[779]:- من ط م، في الأصل و ط ع: لأنه.