فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (53)

{ وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان } الكتاب التوراة بالإجماع من المفسرين واختلفوا في الفرقان فقال الفراء وقطرب المعنى آتينا موسى التوراة ومحمد الفرقان ، وقد قيل أن هذا غلط أوقعهما فيه أن الفرقان مختص بالقرآن وليس كذلك فقد قال تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } قال الزجاج أن الفرقان هو الكتاب أعيد ذكره تأكيدا ، وقيل أن الواو صلة وهي قد تزاد في النعوت ، وقيل أن المعنى ذلك المنزل جامع بين كونه كتابا وفارقا بين الحق والباطل وهو كقوله { آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء } ، وقيل الفرقان الفرق بينهم وبين قوم فرعون أنجى الله هؤلاء وأغرق هؤلاء ، وقال ابن زيد : الفرقان الفراق البحر والشرع الفارق بين الحلال والحرام ، وقيل الفرقان الفرج من الكرب أو النصر وقيل أنه الحجة والبيان بالآيات التي أعطاه الله من العصا واليد وغيرهما وهذا أولى وأرجح ، ويكون العطف على بابه كأنه قال آتينا موسى التوراة والآيات التي أرسلناها بها معجزة له { لعلكم تهتدون } يعني التوراة أي لكي تهتدوا للتدبر والتفكر فيه والعمل والاعتقاد بما يحويه .