التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ} (4)

قوله تعالى { خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين }

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا حريز ابن عثمان ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ، عن جبير بن نُفير ، عن بسر بن جحّاش القرشي ، قال : بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ، ثم وضع أصبعه السبابة وقال : " يقول الله عز وجل : أنّى تعجُزني ، ابن آدم ! وقد خلقتك من مثل هذه ، فإذا بلغت نفسك هذه ( وأشار إلى حلقه ) قلت : أتصدق . وأنى أوان الصدقة ؟ " .

( السنن2/903ح2707-ك الوصايا ، ب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت ) .

قال البوصيري : إسناده صحيح رجاله ثقات . . ( مصباح الزجاجة9/97 ) . وأخرجه الحاكم ( المستدرك2/502 ) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وقال الألباني : صحيح ( صحيح الجامع ح8000 ، وانظر( السلسلة الصحيحة ح1099 ) .

قال الشنقيطي : قوله تعالى { خلق الإنسان من نطفة } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه خلق الإنسان من نطفة ، وهي مني الرجل ومني المرأة ، بدليل قوله تعالى { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج } أي أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة . . . إذا عرفت معنى ذلك ، فاعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء الذي هو النطفة ، منه ما هو خارج من الصلب . أي وهو ماء الرجل ، ومنه ما هو خارج من الترائب وهو ماء المرأة ، وذلك في قوله جل وعلا { فلينظر الإنسان مما خلق . خلق من ماء دافق . يخرج من بين الصلب والترائب } لأن المراد بالصلب صلب الرجل وهو ظهره ، والمراد بالترائب ترائب المرأة وهي موضع القلادة منها .