المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ} (4)

وقوله { خلق الإنسان من نطفة } يريد ب { الإنسان } الجنس ، وأخذ له الغايتين ليظهر له البعد بينهما بقدرة الله ، ويروى أن الآية نزلت لقول أبي بن خلف من يحيي العظام وهي رميم ؟{[7245]} وقوله { خصيم } يحتمل أن يريد به الكفرة الذين يختصمون في الله ويجادلون في توحيده وشرعه ، ذكره ابن سلام عن الحسن البصري ، ويحتمل أن يريد أعم من هذا على أن الآية تعديد نعمة الذهن والبيان على البشر ، ويظهر أنها إذ تقدر في خصام الكافرين ينضاف إلى العبرة وعيد ما .


[7245]:ورد ذلك في قوله تعالى في الآية (78) من سورة (يس): {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم}.