التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (5)

قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } يقول : : الثياب .

قال الشنقيطي : قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون } ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه خلق الأنعام لبني آدم ينتفعون بها تفضلا منه عليهم . وقد قدمنا في ( آل عمران ) أن القرآن بين أن الأنعام هي الأزواج الثمانية التي هي الذكر والأنثى من الإبل ، والبقر والضأن ، والمعز . والمراد بالدفء على أظهر القولين : أنه اسم لما يدفأ به ، كالملء اسم لما يملأ به ، وهو الدفاء من اللباس المصنوع من أصواف الأنعام وأوبارها وأشعارها . . . ومنافع الأنعام التي بين الله جل وعلا امتنانه بها على خلقه في هذه الآية الكريمة ، بينه لهم أيضا في آيات كثيرة كقوله : { وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون . وعليها وعلى الفلك تحملون } وقوله : { الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون . ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون . ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون } .