التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (1)

قوله تعالى { أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { أتى أمر الله } أي قرب إتيان القيامة وعبر بصيغة الماضي تنزيلا لتحقق الوقوع منزلة . واقتراب القيامة المشار إليه هنا بينه جل وعلا في مواضع أخر ، كقوله { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } وقوله جل وعلا { اقتربت الساعة وانشق القمر } وقوله { وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا } وقوله { وما يدريك لعل الساعة قريب } وقوله جلا وعلا { أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة } إلى غير ذلك من الآيات . وقوله تعالى { فلا تستعجلوه } نهى الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن استعجال ما وعد به من الهول والعذاب يوم القيامة ، والاستعجال هو طلبهم أن يعجل لهم ما يوعدون به من العذاب يوم القيامة ، والآيات الموضحة لهذا المعنى كثيرة ، كقوله جلا وعلا { ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } وقوله { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها } وقوله { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه } الآية ، وقوله { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } وقوله { قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون } إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { ينزل الملائكة بالروح } يقول : بالوحي .